يعتبر القرن العشرين وبالتالي الإنسان المعاصر، من أكثر العصور تطورا من الناحية التكنولوجية.
فقد سعى الإنسان ومنذ بداية هذا القرن وبكافة الوسائل المتاحة إلى استغلال أكبر قدر ممكن من الموارد الطبيعية، باعتباره مخلوقا متميزا عن بقية الكائنات الحية। ومن خلال هذا السعي للسيطرة على البيئة المحيطة به استطاع أن يسخر الكثير من الطاقات الطبيعية من أجل إشباع رغباته، كونه الوحيد الذي له الحق في تسخير الطبيعة। فالمجتمعات الإنسانية وعلى مر العصور، كان الهدف الأساسي لها هو المحافظة على بقائها واستمرارها على الأرض من خلال المحافظة على التراث والثقافة والموارد الطبيعية. ومن ثم عملت هذا المجتمعات على نقل هذا التراث من جيل إلى جيل من خلال ما أطلق عليه بعملية التربية. ولم تكن البيئة بمفهومها الحالي موضع اهتمامه وحرصه، فقد بدأ كإنسان متجول ثم ما لبث أن استقر فأصبح مزارعا ثم تطور ليصبح إنسانا صناعيا.
الإنسان كمتجول كان الإنسان في هذه المرحلة من التاريخ يعتمد على الصيد كمصدر وحيد لغذائه। فقد كان ينتقل من مكان إلى آخر سعيا للحصول على الصيد الذي يوفر له الغذاء والملبس والمواد الخام اللازمة لصيده। وقد سكن الكهوف واستطاع في هذه المرحلة من تحديد العلاقة الحقيقية بينه وبين الكائنات الأخرىالإنسان كمزارع توقف الإنسان عن التنقل والتجول واستطاع أن يطور غذائه وملبسه ومأواه دون الحاجة إلى الانتقال من مكان إلى آخر। واستطاع في هذه المرحلة من تاريخه أن يكيف نفسه على هوى الطبيعة। وبالتالي بدأت تتطور عنده فكرة أنه مركز الكون، وأن كل شيء حوله مسخر لخدمته। وهذا أعماه عن ملاحظة ما هو ضروري، فلم يتعمق بدراسة أسرار الطبيعة। الإنسان كصناعي تتميز هذه الفترة من عمر الإنسان، والتي بدأت في أواخر العصور الوسطى، ببدئه بكسر المحرمات المتعلقة بأسرار الطبيعة وبظهور مجموعة من العلماء كأمثال جاليليو ونيوتن الذين استطاعوا اكتشاف خضوع الكون لقوانين معينة، يستطيع الإنسان من خلالها أن يسخر الطبيعة لخدمته وبالتالي فقد انتقل الإنسان إلى عصر الصناعة والاكتشافات والتطور العلمي والتكنولوجي। وهكذا بدأ الإنسان باستغلاله لموارد الطبيعة دون الاكتراث بتوازن البيئة، واحتياجات الكائنات الأخرى للبقاء। مما أدى إلى بروز بعض الظواهر التي تنذر بأخطار كبيرة، والتي أحالت أجزاء واسعة من الكرة الأرضية إلى بيئة ملوثة أو بيئة معدمة تكاد لا تصلح لحياة شتى أنواع الكائنات الحية। وفي كثير من المناطق تردت أحوال البيئة إلى درجة أصبحت فيها حياة الإنسان نفسه مهددة مما دفعه إلى إعادة النظر فيما يصنعه من دمار للكون فبداء بسن القوانين والتشريعات التي تحد من هذا الخطر الذي يهدد بقائه
TR7S BIENS
ردحذف